×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

لفضله وسابقته.وتقديم النَّبي صلى الله عليه وسلم له في الصَّلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم

وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة.

****

أولاً: لأنه أفضل الصحابة على الإطلاق، وثانيًا: لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كان يختاره للصلاة بالمُسْلمِين لما مرض عليه الصلاة والسلام، قال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ([1]) فاختيار الرَّسُول صلى الله عليه وسلم له للإمامة في الصَّلاة والوقوف في محرابه صلى الله عليه وسلم دليل على أنه الأحق بالخلافة، وهذا إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى استخلافه من بعده، ولهذا قال الصحابة لما أرادوا بيعته: أيرضاك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ولا نرضاك لدنيانا! فقدموه بالخلافة، وهذا بإجماع المُسْلمِين.

 وكانوا موجودين بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأفاضل الصحابة، ومع هذا نص صلى الله عليه وسلم على تقديم أبي بكر، ولما روجع في ذلك أصر على أن يُقدَّم أبو بكر في الصَّلاة.

إجماع الصحابة في يوم السقيفة بعد وفاة النَّبي صلى الله عليه وسلم على بيعته واستخلافه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم بايعوه بالإجماع بما فيهم المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم.

لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلَةٍ» ([2]) حصل اختلاف في البداية، ثم تراجعوا فيما بينهم، ثم انحسم الخلاف وأجمعوا على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (713)، ومسلم رقم (418).

([2])  أخرجه: الحاكم رقم (396).