برًّا
كان أو فاجرًا، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة، قال أنس رضي الله عنه: قال النَّبي صلى
الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مِنْ أَصْلِ الإِْيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ: لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ،
****
جانب الشر أكثر، ومع هذا كان المُسْلمُون ملتفين حول
أئمتهم. هذا منهج أهل السنة والجماعة، وأما مذهب الفرق المخالفة فسيأتي ذكرها.
«برًّا» يعني: عاملاً بالبر
- وهو الطاعات - ومستقيمًا على طاعة الله، وهذا إذا توفر فلا شك أن هذا أحسن وأتم،
[أو فاجرًا] وهو الفاسق، الفجور
المراد به الفسق هنا، وليس فجور الكفر، أما إذا كفر فإنه لا طاعة له.
كان السلف يصلون خلف
أمرائهم، وكان الأمراء يصلون بهم الجمعة والعيد، ولم يذكر عن أحد منهم أنه تخلف عن
الصَّلاة لفسق الأمير أو لظلمه؛ لأنهم إذا قاموا بطاعة الله أطاعوا الله معهم،
وصلوا معهم، فالصَّلاة عبادة، ولما في الصَّلاة معهم من جمع الكلمة.
من قال لا إله إلاَّ الله وجب الكف عنه حتَّى يتبين منه ما يخالف هذه الكلمة من أنواع الردة، فإذا ارتكب شيئًا من أنواع الردة بعدما قال لا إله إلاَّ الله حكمنا بردته، أما ما لم يظهر منه شيء فإنه مسلم له ما للمُسْلمِين وعليه ما على المُسْلمِين، ولا نفتش على ما في القلوب، القلوب أمرها إلى الله، قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عز وجل » ([1]) فنحن ما لنا إلاَّ الظاهر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6924)، ومسلم رقم (20).