×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

لائم؛ لأنهم أعداء الله ورسوله، ويبغضونهم أشد البغض، ويتبرءون منهم ويجاهدونهم في الله عز وجل ﴿رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖأما فيما بينهم فالرحمة بعضهم لبعض كالجسد الواحد وكالبنيان يشد بعضه بعضًا، كما شبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ [الفتح: 29] صفة الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - كثرة السجود طاعة لله سبحانه وتعالى، وكثرة الصَّلاة والتهجد في الليل، والجهاد في النهار، الجهاد في سبيل الله ﴿ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ يعني: صفتهم ﴿فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وصفهم الله في التوراة بهذه الأوصاف، فهذه الأوصاف لهذه الأمة موجودة في التوراة التي نزلت على مُوسَى عليه السلام، وإن جحدها اليهود وحرفوها هي موجودة بخبر الله سبحانه وتعالى الذي أنزل التوراة ﴿وَمَثَلُهُمۡيعني: صفتهم ﴿فِي ٱلۡإِنجِيلِوهو الكتاب المنزل على عِيسَى ﴿كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡ‍َٔهُۥ فَ‍َٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ[الفتح: 29] نشأ الإِسْلاَم في الأول ضعيفًا والصحابة قليلون ومستضعفون مثل الزرع أول ما ينبت، ثم إنه قوي شأنهم مثل ما يقوى الزرع ويشتد: ﴿أَخۡرَجَ شَطۡ‍َٔهُۥ فَ‍َٔازَرَهُۥ يعني: قواه، والشَّطْء، هي: فِراخ الزرع ﴿فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ ارتفع على سُوقه، جمع ساق، وهو: القصب، هذا مَثل للزرع عندما يتكامل ﴿يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ هذا الزرع يعجب الزراع لما فيه من القوة ولما فيه من الثمرة ولما فيه من الالتفاف بعضه مع بعض ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ ليغيظ بالصحابة الكفار، فالكفار يغتاظون من الصحابة ويَبغضون الصحابة، واستدل بعض الأَئمَّة على كفر الرافضة من هذه الآية؛ لأن الرافضة يَبغضون


الشرح