مطلوب، لكن بدون هذه الصفة، بدون هذا الاجتماع،
وبدون عدد محدد إلاَّ بدليل، التهليلات والتسبيحات والتكبيرات لا تحدد إلاَّ بدليل
من الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فأنكر عليهم رضي الله عنه هذه الصفة مع أنهم
يذكرون الله في المسجد، لكن هذه الصفة التي أحدثوها هي البدعة، لم ينكر عليهم
الذكر، ولكن أنكر عليهم هذه الصِّفَات المحدثة، وغلّظ في ذلك، وأنكر عليهم
وفرّقهم.
قال الراوي: فرأيت هَؤُلاءِ أو كثيرًا منهم يطاعنوننا في النهروان! بدعتهم تحولت بهم إلى مذهب الخوارج حيث قاتلوا أهل السنة في وقعة النهروان، التي كانت بين أمير المُؤْمنِين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين الخوارج، صاروا مع الخوارج، هذا مآل البدعة - والعِيَاذ باللهِ - وكيف تذهب بصاحبها!. فمن طريقة أهل السنة هُجران أهل البدعة حتَّى يرتدعوا عن بدعتهم؛ لأن في عدم هجرتهم تشجيعًا لهم وإقرارًا لهم وتغريرًا بالنَّاس أيضًا أن ينخدعوا بهم، فإذا هجرهم أهل العلم والقدوة فالنَّاس يتركونهم، وهم أيضًا يخجلون أمام النَّاس، ولهذا كانت البدع مغمورة في عهد الصحابة والقرون المفضلة، وإنما ظهرت بعد القرن الرابع بعد مضي القرون المفضلة، ظهرت البدع في النَّاس. ولا يقال ما يقوله بعض الجهال الآن: إن المبتدِع تُذكر حسناته، ويٌبين ما عنده من البدع، وما يسمونه الموازنات! فهذا فيه ترويج للبدع، نحن لم نؤمر بِعَدِّ الحسنات، هذا إلى الله سبحانه وتعالى، ثم ما الذي يدرينا عن حسناتهم، وأنها حسنات عند الله، ما الذي يدرينا عنها؟ لم نؤمر بهذا، وإنما أُمرنا
الصفحة 3 / 304