×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

والجَهْمِيَّة .  والخوارج .

****

«الجَهْمِيَّة»: هَؤُلاءِ أتباع الجَهْم بن صفوان السمرقندي، وقيل: الترمذي صاحب الأباطيل والكفريات - والعِيَاذ باللهِ - فهو ينفي الأسماء والصِّفَات عن الله عز وجل يقول بالجبر، وأن العباد مجبورون على أَعمَالهم وليس لهم اختيار ولا قدرة، وعنده الإرجاء، وهو: أن الإِيمَان مجرد المعرفة في القلب ولو لم يصدقه العمل، ولو لم ينطق به اللسان، ولو لم يعمل ما دام يعرف أن الله ربه وأن مُحمَّدا رسوله، يعرف هذا بقلبه فهو مؤمن، ولا يُشترط العمل ولا القول ولا التصديق، يكفي مجرد المعرفة في القلب، هذا مذهبه في الإرجاء -والعِيَاذ باللهِ-.

فهو جمع بين خبائث: جَبر وإرجاء وتَجَهُّم؛ تَجَهُّم في الصِّفَات وجَبر في القدَر وإرجاء في الإِيمَان، ويقول بخلق القُرْآن، كلها خبائث - والعِيَاذ باللهِ - هذا هو الجَهْم بن صفوان. وهو تلقى مذهبه عن الجَعد بن دِرهم، والجَعد بن دِرهم تلقاه عن أبان عن طالوت اليهوديين، فمذهبهم منحدر من مذهب اليهود.

«الخوارج» هم الذين خرجوا على أمير المُؤْمنِين علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخليفة الراشد، رابع الخلفاء الراشدين، خرجوا عن طاعته، وكفَّروه - والعِيَاذ باللهِ - وقاتلوه، كانوا في الأول يجاهدون معه، ثم إنه لما تم التحكيم بينه وبين أهل الشام في معركة صِفِّين، وذلك بأنهم هم الذين ألحوا على عليّ بقبول التحكيم، فقبله رضي الله عنه مكرهًا، وإلا هو يرى الاستمرار في القتال حتَّى النِّهايَة، فلما ظهر


الشرح