والمعتزِلة والكَرَّامِيَّة، والكُلاَّبية.
****
«المعتزِلة»: هم الذين ينتسبون
إلى واصل بن عطاء شيخهم ورئيسهم، وكان في مجلس الحسن البصرى رحمه الله إمام
التابعين، فسُئل الحسن عن مرتكب الكبيرة، فقال: هو مؤمن ناقص الإِيمَان، فقال واصل
بن عطاء: أنا لا أقول: هو مؤمن، ولا أقول: كافر، أقول: هو بمنزلة بين المنزلتين،
وإن مات ولم يتب فهو كافر مخلد في النَّار، واعتزل مجلس الحسن، وانضم إليه طائفة
من أتباعه، فسُموا بالمعتزِلة من ذلك الوقت، ومذهبهم قريب من مذهب الخوارج في
الإِيمَان، يقولون: إن مرتكب الكبيرة خارج من الإِيمَان، لكنه لا يدخل في الكفر،
بل يكون بمنزلة بين منزلتين، وإن مات ولم يتب فهو كافر كما يقوله الخوارج، وهو
مخلد في النَّار، هذا مذهب المعتزِلة.
ومذهبهم في
الصِّفَات أيضًا يَنفون الصِّفَات، ويؤولونها... إلى غير ذلك من آرائهم الباطلة،
هَؤُلاءِ هم المعتزِلة.
«الكَرَّامِيَّة» أتباع مُحمَّد بن
كَرَّام، وكان يغلو في إثبات الصِّفَات إلى حد التشبيه والتجسيم.
«الكُلاَّبية»: أتباع عبد الله بن
سعيد بن كُلاَّب، وهذا عليه غالب الأشاعرة، أو كل الأشاعرة اليوم، يَنفون غالب
الصِّفَات، ولا يُثبتون إلاَّ الصِّفَات السبع، أو الأربع عشرة - كما يقولون -
لأنها كما يقولون: دل عليها العقل، وما عداها لم يدل عليه العقل، وإنما دل عليه
السمع فقط، هذا مذهب الكُلاَّبية.
الصفحة 8 / 304