فهو مؤمن كامل
الإِيمَان، وهذا قول الأشاعرة ومن وافقهم من علماء الكلام، فالإِيمَان عندهم مجرد
التصديق بالقلب.
الفرقة الثالثة: الذين يقولون: إن
الإِيمَان مجرد القول، ولو لم يعتقد بقلبه، بل إذا نطق بلسانه فهو مؤمن ولو لم
يعتقد بقلبه، وهذا قول الكَرَّامِيَّة أتباع مُحمَّد بن كَرَّام، الذي سيأتي ذكره.
الفرقة الرابعة مِن
المُرْجِئَة: الذين يقولون: إن الإِيمَان هو التصديق بالقلب والنطق باللسان، أما العمل
بالجوارح فهذا ليس من الإِيمَان، وإنما هو شرط للإِيمَان أو مكمل للإِيمَان، وليس
هو من حقيقة الإِيمَان، وهَؤُلاءِ يقال لهم: مُرجئة الفقهاء؛ لأن عليه كثير من
الحنفية، هذا مذهبهم أن الإِيمَان قول باللسان واعتقاد بالقلب، وأما الأَعمَال فلا
تدخل في حقيقة الإِيمَان.
إذًا نجد أن
المُرجئة بجميع فرقهم الأربع كلهم أخرجوا الأَعمَال عن مسمى الإِيمَان، وعندهم أن
الإِيمَان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، وأن إِيمَان جبْرِيل مثل إِيمَان أفسق
المُسْلمِين، لا يزيد بالإِيمَان ولا ينقص عندهم، بل بعضهم يقول: لا يضر مع
الإِيمَان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة! هذا من فروع مذهبهم الباطل.
أما أهل السنة
والجماعة فهم يقولون: الإِيمَان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد
بالطَّاعَة وينقص بالمعصية، فليس إِيمَان النَّاس على حد سواء، بعضهم أكمل
إِيمَانا من بعض، وبعضهم أنقص، هذا هو القول الحق الذي يجمع بين الأدلة من كتاب
الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.