السؤال: فضيلة الشَّيخ - وفقكم الله - عندما ذكرتم قوله تعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى
ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5] هناك معنى يدل على الملاصقة للعرش، ومعنى آخر يدل على
أنه فوق أعلى منه، بأي المعنيين تُترجِم؟
الجواب: تُترجِم ما قاله
السلف: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5] أي: ارتفع وعلا سبحانه وتعالى فوق العَرْش، فلا تأتي
بعبارة من عندك أو بمعنى من عندك، وهكذا تفسير معاني القُرْآن، لا يُترجَم
القُرْآن نفسُه، وإنما يُترجَم تفسيره، ولذلك يقال: ترجمة معاني القُرْآن الكريم،
ولا تفسرْه من عندك أنت، أو تأتِ بألفاظ من عندك، أنت تُترجِم ما قاله السلف
والعلماء في تفسير الآية، ولا تُحدث معنى أو لفظًا من عندك؛ لأنه في بعض التراجم
جاءوا بألفاظ من عندهم فأفسدوا المعنى، مثل: ما جاء به بعض المترجمين على قوله
تعالى: ﴿هُنَّ
لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ﴾ [البقرة: 187]، قال: هن بنطلونات
لكم وأنتم بنطلونات لهن! لأنه لا يعرف من اللباس إلاَّ البنطلون فيفسر بلفظه هو،
لم يأت بكلام العلماء والمفسرين، ﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ﴾ [الإسراء: 13] يقول: ألزمناه
عصفورًا! لأنه لا يعرف من الطائر إلاَّ العصفور فقط؛ فلا يجوز للمترجم أن يستخدم
عبارات من عنده هو أو ألفاظ دارجة ساذجة يفسر بها كلام الله، وإنما يأتي على تفسير
القُرْآن الموثوق من تفسير علماء السلف فيترجمه حرفيًّا لا يغير منه شيئًا، أما
لفظ القُرْآن فلا يمكن ترجمته أبدًا من أي لغة؛ لأنه مُعجِز.
سؤال: فضيلة الشَّيخ - وفقكم الله - هل صحيح أن ابن قدامة رحمه الله في «روضة الناظر» ذكر أن آيات الصِّفَات من المتشابِه؟ وهل كلامه هناك هو نفس كلامه هنا؟