×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

 أي: جهة أمر الله بالتوجه إليه في الصَّلاة، كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ [البقرة: 115]، المراد بالوجه هنا الجهة التي أمر الله بالتوجه إليها في الصَّلاة.

وقيل: المراد وجه الله الذي هو صفة من صفاته، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ قِبَلَ وَجْهِ الْمُصَلِّي؛ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا» ([1]) ﴿فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ [البقرة: 115] أي: أن الله جل وعلا يواجه المصلي، والله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، وقيل: نزلت في النافلة في السفر حيث توجه المسافر، وقيل: نزلت فيمن اشتبهت عليهم القبلة فصلوا باجتهادهم.

السؤال: فضيلة الشَّيخ - وفقكم الله - ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة: ومن المتشابِه آيات الصِّفَات، نحو: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ [القصص: 88] ﴿وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ [طه: 39]، ومنه أحاديث الصِّفَات، ومذهب جمهور أهل السنة - ومنهم: سفيان الثوري وابن دينار وابن عيينة - أنه يجب الإِيمَان بها، ويجب أن نرد المعنى المراد منها إلى الله تعالى وترك تأويلها مع تنزيهه سبحانه عن حقيقتها لاستحالة مشابهته تعالى للحوادث؟

الجواب: هذا كلام غير صحيح من أوله إلى آخره، وهو من عقائد أهل الضلال، وهذا الكلام منقول عن عقائدهم، فليست أسماء الله وصفاته من المتشابِه، بل هي من المُحكَم الواضح المعنى الذي لا شك فيه، وإنما المتشابِه كيفيتها وحقيقتها، أما معناها فليس هو من المتشابِه، ولا أحد من السلف عدَّها من المتشابِه، وهذا كذب على سفيان وغيره، وقوله: أهل السنة هذا عند الأشاعرة؛ لأنهم يسمون أنفسهم بأهل


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2863)، وأحمد رقم (17170)، وابن خزيمة رقم (483).