×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الحيض

قال المؤلف رحمه الله: «باب الحيض»، الحيض يطلق على عدة معان في اللغة، أشهرها أنه السيلان، يقال: حاض الوادي إذا سال، ويطلق على معانٍ كثيرة، ذكروا أنها تصل إلى تسعة معان أو أكثر وأما الحيض في الشرع: فهو دم طبيعة وجبلة، يفرزها الرحم من عرق في أقصى الرحم في أوقات معلومة منتظمة، خلقه الله سبحانه وتعالى لحكمة غذاء الجنين في بطن أمه، وقولهم: دم طبيعة وجبلة، يخرج الدم الذي يكون من أثر مرض أو إصابة أو جراحة، فهذا غير طبيعي، ولا يسمى حيضًا، الذي يخرج بسبب نزيف، أو بسبب جراحة أو غير ذلك، هذا يسمى دمًا، ويسمى استحاضة، أو يسمى نزيفًا، ولا يسمى حيضًا.

ولما كان الحيض تتعلق به أحكام شرعية، صار المؤلفون يعقدون له هذا الباب، فالمحدثون يعقدون له بابا، ويوردون فيه الأحاديث الواردة في شأنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والفقهاء يعقدون له بابا، ويذكرون الأحكام الفقهية المتعلقة به، والأحكام المتعلقة به كثيرة:

منها أن الحائض تترك الصلاة، ولا يجوز لها أن تصلي في فترة الحيض.

ومنها أن الحائض تترك الصيام، ولا يجوز لها أن تصوم في فترة الحيض.

ومنها أن الحائض يحرم جماعها، يحرم على زوجها أن يجامعها.

ومنها أن الحائض يحرم طلاقها في فترة الحيض.


الشرح