باب: حكم
ستر أحد العاتقين في الصلاة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ
الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ»([1]).
الله جل وعلا أمر بأخذ الزينة عند الصلاة، قال جل وعلا: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 31]، أي: عند كل صلاة، فأمر بالستر لكل صلاة، بخلاف وما عليه أهل الجاهلية؛ أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة، ويتقربون إلى الله بذلك، والله جل وعلا أنكر عليهم، وصف هذا بأنه فاحشة: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ﴾ [الأعراف: 28]؛ يعني: كشف العورة ﴿قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا﴾ [الأعراف: 28] قلدوهم، هذا نوع من التقليد بغير دليل، ثم كذبوا على الله، فقالوا: ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ﴾ [الأعراف: 28]، وهذا كذب على الله سبحانه وتعالى، ولذلك رد عليهم: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ﴾ [الأعراف: 28]؛ الفاحشة والكفر، ﴿أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 28]، هذا إنكار على من نسب إلى الله أو إلى الرسول شيئًا لم يصدر عنه، وهذا أعظم من الشرك، الكذب على الله أعظم من الشرك؛ لأن الله جعله في منزلة فوق الشرك: ﴿وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، ثم بين الذي يأمر به الله: ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ﴾ [الأعراف: 29]؛ أي: العدل في كل شيء، ﴿وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 29]؛ عند كل صلاة،
الصفحة 1 / 670