باب: ليلة القدر
قال المصنف رحمه
الله: «باب ليلة القدر»، والمصنف لا زال يتكلم في صيام رمضان، وليلة القدر في
رمضان بلا شك، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي
لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر: 1]، وقال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا
مُنذِرِينَ﴾ [الدخان: 3]، فالله أنزل القرآن في ليلة
القدر، وليلة القدر في رمضان، بدليل قوله تعالى: ﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]، والمراد بنزول
القرآن في شهر رمضان أو في ليلة القدر ابتداء النزول؛ فإن القرآن ابتدئ إنزاله على
الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر، ثم تتابع بعد ذلك، تتابع نزوله بعد ذلك
في ثلاث وعشرين سنة، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبداية الإنزال على
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر، في شهر رمضان، في ليلة القدر، وقوله:
﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ أو ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ﴾ [القدر: 1]، القرآن يطلق على
بعضه وعلى كله، يطلق على السورة أنها قرآن، وعلى الآية أنها قرآن، ويطلق على جميع
المصحف أنه قرآن، يطلق على الكل، ويطلق على الجزء أنه قرآن، فقوله:؛ أي: ابتدئ
نزول القرآن في هذه الليلة، شرفها الله بإنزال القرآن فيها، وشرف بها رمضان، قال
الله جل وعلا: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾ [القدر: 1- 3]، العمل فيها خير من
العمل في ألف شهر، وألف شهر تزيد على ثمانين سنة، فالعمل في هذه الليلة يعادل
العمل في أكثر من ثمانين سنة لمن تقبله الله عز وجل، فهي ليلة عظيمة، وليلة شريفة
وهي في رمضان،
الصفحة 1 / 670