باب ترك الجهر بـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾
فإن ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ عند جمهور أهل العلم آية من القرآن مستقلة، كانت تنزل للفصل بين السور، ليست من الفاتحة ولا غيرها، وإنما هي آية مستقلة، إلاَّ في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، فهي بعض آية من سورة النمل، وبناء على ذلك ما دامت أنها ليست من الفاتحة، فإنها لا يجهر بها؛ كما يجهر بالفاتحة في الصلاة الجهرية، إنما بعض العلماء يقول: يأتي بها سرًا، وبعضهم يقول: لا يأتي بها لا سرًا ولا جهرًا، وبعضهم يقول: يأتي بها جهرًا؛ لأنها من الفاتحة عنده، والصحيح أنها ليست من الفاتحة، وأنها يؤتي بها كما يؤتي بها في بداية السور من باب الاستحباب، لا من باب الوجوب، ولذلك يأتي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ما كانوا يجهرون بـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾، وإنها ليست من الفاتحة([1])، وأنها تؤتي بها سرًا، إلاَّ في بعض الأحيان، فقد يجهر بها، ولكن الغالب أنه لا يجهر بها.
الصفحة 1 / 670