باب: دخول الخلاء والاستطابة
قال رحمه الله: «باب دخول
الخلاء والاستطابة»؛ أي: بيان الأحكام التي تتعلق بهاتين المسألتين: دخول
الخلاء، والاستطابة.
والخلاء هو: المكان المعد لقضاء
الحاجة، سمي خلاء لخلوه من الناس؛ لأن الإنسان يخلو فيه، فهو موضع قضاء الحاجة،
سواء كان في مكان معد، أو في فضاء من الأرض، يسمى بالخلاء.
والاستطابة معناها: إزالة أثر الخارج من السبيلين، بماء أو باستجمار، سمي استطابة من الطيب، وهو ضد الخبيث، فإزالة أثر الخارج هذا طلب للطيب، فسمي استطابة؛ لأن الخارج خبيث، وإزالة أثره إطابة للمكان، وإزالة للخبث، وهذا مما يدل على شمول هذا الدين وكماله؛ حيث لم يترك شيئًا إلاَّ وبين أحكامه، فبين صلى الله عليه وسلم أحكام قضاء الحاجة وما يتبع ذلك من إزالة أثرها، فهذا من كمال هذه الشريعة، التي ما تركت شيئًا إلاَّ وبينته، حتى ولو كان مما يستقذره الناس، فإن الشرع يبين حكمه، فهذا فيه رد على الذين يتنقصون العلم والعلماء الذين يبحثون هذه المسائل، ويقولون: إنهم علماء حيض أو علماء نفاس، أو يتنقصون رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو الذي بين هذه الأحكام ووضحها، فهم بالحقيقة يتنقصون الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن العلماء إنما ينقلون ما قاله الرسول أو فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يبلغون الناس ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم ورثة الأنبياء، فالذي يتنقصهم معناه أنه يتنقص الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي حفظ اللسان عن مثل هذا الكلام؛ لأنه قد يفضي إلى الردة - والعياذ بالله -، إذا وصل الأمر إلى تنقص
الصفحة 1 / 670