×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: قضاء الفوائت وترتيبها

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، جَاءَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا كِدْتُ أُصَلِّي العَصْرَ، حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالله مَا صَلَّيْتُهَا» قَالَ: فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا المَغْرِبَ ([1]).

 

هذا سبق، الحديث هذا سبق في أول الباب، وله نظائر، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، يسمى يوم الخندق، وإن كان لم يقتصر على يوم واحد، لكن يسمى يوم الخندق لجميع أيامه، أو غزوة الخندق، أو غزوة الأحزاب، كلها بمعنى واحد، وأضيفت إلى الخندق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حفر خندقًا حول المدينة؛ ليمنع المشركين من الدخول إلى المدينة، فسميت غزوة الخندق، وقد حصل على المسلمين في هذه الغزوة شدة عظيمة، وصفها الله في سورة الأحزاب، حصل ابتلاء وامتحان عظيم:  ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ [الأحزاب: 10]، فالمشركون من خارج المدينة يحيطون بها، واليهود نقضوا العهد من


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (596)، ومسلم رقم (631).