×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: ما جاء في الثوم والبصل ونحوهما

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ»، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ البُقُولِ، فَقَالَ: «قَرِّبُوهَا إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِي»، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ: «كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي»([1]).

 

تقدم لنا أن صلاة الجماعة واجبة على الرجل على الأعيان؛ لأدلة كثيرة، وأنه من صلى وحده من غير عذر، فقد ترك واجبًا، لا يجوز تركه، وتكون صلاته ناقصة نقصًا عظيمًا، بعض العلماء يرى أنها لا تصح؛ لأنه من شرط الصلاة أن من أكل ثومًا أو بصلاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يدخل المسجد، وأن يصلي مع الناس؛ لأن هذه الرائحة تؤذي المصلين، وتؤذي الملائكة، فمنع من أجل هذا، من أجل إزالة هذا المحذور، ويأثم بذلك، بتخلفه عن الجماعة؛ لأنه هو الذي تسبب في تخلفه، ليس معناه أن الجماعة تسقط عنه، بل معناه أنه تسبب في ترك صلاة الجماعة، فيأثم بذلك، هذا يدل على أن من يذهب إلى الصلاة، يحرص على أن يكون طيب الرائحة، فإن كانت فيه روائح من عرق أو وسخ، فإنه يعالجها، ويغتسل، وينظف نفسه، وإن كانت لا تزول - مثل: الثوم والبصل هذا لا يزول -، فهذا يجلس في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5452)، ومسلم رقم (564).