×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

البيت، ويصلي في البيت، وأن هذه عقوبة له، كأنه حرم من صلاة الجماعة، وارتكب الإثم بصلاته وحده، فهذا يدل على أهمية الحضور للمساجد والصلوات بأن الإنسان يتبين بأن يكون طيب الرائحة، لا يكون فيه رائحة كريهة، وأن يتطيب، ويستحب له أن يتطيب؛ استعدادًا لهذا الجمع العظيم وهذه العبادة العظيمة، فلا يأتي إلى الجماعة وهو يحمل معه روائح كريهة، تؤذي المصلين، وتؤذي الملائكة، هذا إذا كانت هذه الروائح بسببه؛ من أكل الثوم والبصل، فإذا كانت الروائح ليست بسببه، وإنما فيه روائح غير اختيارية، فهذا موضع النظر والخلاف بين أهل العلم، ما دام أنه بغير سبب، فهو معذور، فلا يتخذ الجماعة، لكن عليه أن يعالج، وما أمكن يعالج زوال الرائحة، أو على الأقل مقاومة الرائحة، أما الذي يأكل الثوم والبصل، هذا هو الذي تعمد هذا الشيء، فهذا يأثم في كل حال، ومثله الذي يشرب الدخان، ويأتي بروائح كريهة في نفسه، وفي فمه، وفي بدنه، ما نقول: يترك صلاة الجماعة، بل عليه قبل أن يأتي أن يعالج هذه الرائحة، أولاً: يجب عليه التوبة من شرب الدخان؛ لأن الدخان محرم، فلا يستمر معه، بل يتركه، ويتوب إلى الله عز وجل وينقذ نفسه من هذا الداء الخبيث، ومع هذا إذا كان فيه رائحة باقية من الدخان يزيلها بالطيب، وباستعمال المنظف في الفم، فلا يأت إلى الصلاة تتصاعد منه الروائح الكريهة؛ فيؤذي المصلين، أحيانًا لا تطيق القيام بجانبه، تحاول أن تقطع الصلاة بسببه؛ لأنه يؤذي من بجانبه من رائحته، هذه أذية،


الشرح