فعليه أن يتوب إلى الله من شرب الدخان، وعليه ألاَّ يدخل إلى المسجد وهو يحمل هذه الرائحة الخبيثة، بل يترك الدخان، ويعالج أثره بالنظافة وباستعمال الطيب، والروائح الطيبة، كذلك الذين يأتون من الأعمال، يأتون من المصانع والورش، وعليهم روائح الحديد وروائح الزيت، ينبغي أن يكون لهم ثياب للصلاة، إذا أراد أن يذهب ليصلي، يكون عنده ثوب نظيف، وليس فيه رائحة، يلبسه، فإذا كان بالعمل، يكون عنده ثوب للعمل، يجعل ثوبًا للعمل، وإذا أراد أن ينزل من العمل، ويروح للصلاة، يخلع ثوب العمل، ويلبس ثوبًا نظيفًا؛ يعتني بنفسه، ولا يضايق الناس في مساجدهم ومجالسهم برائحته، يجب على الإنسان أن يكون عنده إحساس، عنده إنسانية، وما يكون الإنسان مثل البهيمة، وما يلتفت لنفسه ويتجنب الروائح الكريهة، الناس يكرهونه، إن جاءوا معه إلاَّ أنهم يكرهون الجلوس معه، والصلاة إلى جانبه، ربما يحمله ذلك على الإثم؛ لأنهم يبغضونه بسبب هذا الصنيع، فيتفطن المسلم لهذا الأمر، وفي آخر الحديث ما يدل على أنه إذا طبخ البصل والبقوليات كالثوم، يجوز أكلها؛ لأنه ينقطع رائحتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرب له قدر فيه الخضرات مطبوخة - لأن الذي يكون في القدر يكون مطبوخًا -، لما قرب له قدر مطبوخ فيه خضرات من البقول، وجد لها رائحة، فكرهها صلى الله عليه وسلم، وامتنع من أكلها، وأمر أحد أصحابه أن يأكلها، قربوها إليه، لكن الصحابي لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم تركها، توقف عن أكلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي»، هذه خاصية