×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم 

 قال رحمه الله: «باب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم »؛ أي: الكيفية التي كان صلى الله عليه وسلم يؤدي الصلاة بها؛ وذلك حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([1])، فهذا فيه دليل على أن الواجب على المسلم أن يصلي على الصفة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، فهو القدوة صلى الله عليه وسلم، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحج: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»([2])، فنحن نؤدي العبادات على الصفة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها، هذا هو الاستنان بسنته، وأما من أدى العبادة على صفة مخالفة للصفة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤديها عليها، هذا مبتدع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (631)، ومسلم رقم (674).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1297).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1718).