×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الجمع بين الصلاتين في السفر

الجمع بين الصلاتين في السفر هو أن تقدم الصلاة المقبلة إلى الصلاة الحاضرة جمع تقديم؛ كجمع العصر مع الظهر في وقت الظهر، وجمع العشاء مع المغرب في وقت المغرب، أو العكس: تؤخر الصلاة الأولى، وتصلى مع الثانية في وقت الثانية، حسب الأرفق بالمحتاج إلى الجمع، والجمع يباح وليس سنة - كما يظن بعض طلبة العلم - لكنه يباح للحاجة فقط، وإلا الأصل أن تصلى كل صلاة في وقتها، لكن يباح عند الحاجة أن يجمع بين الصلاتين، والحاجة التي تدعو إلى الجمع ثلاثة أقسام:

الأولى: السفر، فالمسافر يحتاج إلى الجمع؛ لأن هذا أرفق به.

الثانية: المرض، المريض إذا كان الجمع أرفق به، فإنه يجمع بين الصلاتين.

الثالثة: المطر، المطر الذي يبل الثياب بين المغرب والعشاء.

في هذه الأحوال يجمع بين الصلاتين، وفيما عداها لا يجوز الجمع، بل تصلى كل صلاة في وقتها؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا»([1])، و قوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الأَْعْمَالِ الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا»([2])، فلا يجوز الجمع في غير هذه الحالات الثلاث، إلاَّ ما شابهها من الأحوال


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (648).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (85).