باب: الوتر
باب الوتر: الوتر هو الفرد، بخلاف الشفع، الشفع هو العدد المزدوج، أو العدد الزوجي؛ مثل: اثنين، أربعة، ستة، ثمانية، هذا شفع، يقال له: الشفع، ويقال له: العدد الزوجي، أما الفرد، فيقال له: الوتر؛ مثل: واحد، ثلاثة، خمسة، سبعة، تسعة، هذا العدد الوتر، إحدى عشرة، هذا يسمى الوتر، والمراد بالوتر هنا: صلاة الوتر، وصلاة الوتر سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك الوتر لا حضرًا ولا سفرًا، وما كان يترك الوتر ولا ركعتي الفجر - أي: راتبة الفجر - ما يتركهما لا في الحضر ولا في السفر، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ»([1])، وفي الحديث: «مَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا»([2])، فهو سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم، وذهب بعض العلماء كالحنفية إلى وجوبه، إلى وجوب الوتر، ولكن الجمهور على أنه سنة مؤكدة، وليس واجبًا، والوتر يكون بالليل من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كل هذا محل الوتر، ففي أي ساعة أوتر - من أول الليل، أو من وسطه، أو من آخره -، فقد أتى بالمشروع، فلا يوتر قبل صلاة العشاء، إلاَّ إذا جمعها مع المغرب جمع تقديم، فله أن يوتر، أما إذا لم يجمعها، فإن الوتر لا يكون إلاَّ بعد العشاء، ولا وتر بعد طلوع الفجر.
الصفحة 1 / 670