باب:
الخشوع في الصلاة
عن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ، فَنَظَرَ
إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي
هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ،
فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي»([1]).
قال المصنف: الخميصة: كساء مربع
له أعلام. الأنبجانية: كساء غليظ.
الخميصة: هي الكساء
المخطط الذي له أعلام ونقوش، وأما الأنبجانية، فهي الكساء السادة الذي ليس فيه
أعلام ولا خطوط.
«أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلامٌ»؛ يعني: مخططة، فكان ينظر إليها في صلاته، فأشغلته عن صلاته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يريد الخشوع في الصلاة وعدم الانشغال، فلما أشغلته نقوشها والنظر فيها عن صلاته، بادر صلى الله عليه وسلم بعدما سلم، فقال: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ» والأنبجانية، أو إنبجانية بالكسر، أو إنبجانية أو أنبجانية يعني بالتخفيف، كل هذه لغات، والحاصل: أنه يكره أن ينظر الإنسان في صلاته إلى ما يشغله عن الخشوع والإقبال على صلاته من النظر في الكتابات، والجدران والنقوش، والزخارف، وغير ذلك، ولذلك يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده؛ ليكون ذلك أحصن لخشوعه وفكره، ولا يسرح بصره لما أمامه، هذا هو المشروع،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (373)، ومسلم رقم (556).
الصفحة 1 / 670