×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الذكر عقب الصلاة

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ، حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ»([1]).

وَفِي لَفْظٍ: «مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بِالتَّكْبِيرِ»([2]).

 

 الذكر عقب صلاة الفريضة وما ورد فيه، ما الأذكار التي تقال بعد الصلاة؟ يتبع الصلاة بذكر الله عز وجل، الأذكار الواردة: كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الفريضة استغفر الله ثلاثًا، وهو مستقبل القبلة، ثم يقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»([3])، ثم ينصرف بوجهه الشريف إلى أصحابه، ثم يأتي ببقية الأذكار، وهو متوجه إلى أصحابه، هذه سنته صلى الله عليه وسلم، والأذكار التي تقال سيأتي بيانها.

ابن عباس رضي الله عنهما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صغير السن، وكان لا يكون مع أول الصفوف ومع أول الناس، بل يكون في المؤخرة هو والأطفال، فلا يعرفون انقضاء صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلاَّ إذا سمع رفع الأصوات بالذكر بعد الصلاة، فهذا فيه دليل على رفع الصوت بالذكر


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (841)، ومسلم رقم (583).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (583).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (591).