×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: أفضل الصيام وغيره 

قال رحمه الله: «باب أفضل الصيام وغيره»، هذا الباب في بيان أفضل صيام التطوع، وأفضل صلاة النافلة.

هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كان عبد الله حريصًا على العبادة، فحمله حرصه على العبادة والتزود من الخير أنه قال: «وَالله لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ»، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم رؤوفًا رحيمًا بأمته، لا يحب لهم المشقة، فسأله: «أَنْتَ الَّذِي قُلْتَ ذَلِكَ»، قال: نعم، قال له صلى الله عليه وسلم: «فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ»؛ يعني: لا تجعل دهرك كله صيامًا، ولا تجعل ليلك كله قيامًا؛ فإن ذلك يشق عليك، فالتشدد في العبادة فيه محاذير:

أولاً: أنه يشق على النفس، الله جل وعلا لا يرضى لنا المشقة: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78]، والدين دين اليسر والسهولة.

ثانيًا: أن التشدد في العبادة يحمل على تركها، فإن الإنسان بشر، إذا شدد على نفسه، ملت، وتركت العبادة، أما إذا توسط، فإن ذلك أدعى للاستمرار والعبادة.

وثالثًا: أن هذا مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو القدوة صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يصلي وينام، ويصوم ويفطر.


الشرح