باب: السواك
لما كان من مقدمات الصلاة السواك، ذكره المصنف
هنا، والسِّواك بكسر السين، والسُّواك بضمها بمعنى واحد، يراد به أحد أمرين، الأمر
الأول: أن يراد به الآلة التي يستاك بها، العود الذي يستاك به يسمى سواكًا،
ومسواكًا، والأمر الثاني: أن يراد به الفعل، فعل التسوك، فهو مصدر، هذا من حيث
اللغة.
وأما من حيث المعنى
الشرعي، فالسواك هو إزالة رائحة الفم وما يكون على الأسنان واللثة واللسان من
المخلفات، التي يكون لها رائحة كريهة، فالسواك هو إزالة رائحة الفم؛ لأنه مطلوب من
المسلم أن تكون رائحته طيبة، وأن يزيل عنه الروائح الكريهة عند الصلاة، وعند
الكلام، وعند القراءة، هذا مطلوب من المسلم، والسواك سنة نبوية ثابتة بقول الرسول
صلى الله عليه وسلم وفعله، فمن أقواله في السواك وما يأتي في هذا الباب، قد ورد في
السواك أحاديث كثيرة في الحث عليه والترغيب فيه، قال بعضهم: تصل إلى مائة حديث أو
أكثر؛ كما ذكره الإمام الصنعاني في شرحه على البلوغ «سبل السلام»، فهو سنة ثابتة،
ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يستعمل السواك، والسواك فيه فوائد
صحية عظيمة، من ناحية أنه يزيل الأذى عن الأسنان الذي قد يؤثر فيها، ويسهل التنفس،
حتى قالوا: إنه يساعد على تهضيم الطعام، فهذه فوائد صحية.
وفيه فوائد تعبدية؛ لأنه عبادة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ»([1])، فينبغي للمسلم أن يحرص على استعمال
الصفحة 1 / 670