باب: التيمم
التيمم بدل الطهارة بالماء عند فقده أو العجز عن استعماله، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، التيمم من خصائص هذه الأمة؛ لأنها إذا عدمت الماء، أو عجزت عن استعماله لمرض، أو لقلة الماء، الذي لا يكفي لحاجته وطهارته، فإنه يوفره لحاجته، ويعدل إلى التيمم، قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [المائدة: 6]، وسبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه في سفر في غزوة بني المصطلق، فنزلوا منزلاً، وفقدت عائشة رضي الله عنها عقدها - شيء من الحلي -، فقدته، فأقاموا في هذا المكان يلتمسون هذا العقد، والله أجرى ذلك لحكمة عظيمة، وكانوا على غير ماء، فلما حضرت الصلاة، أنزل الله هذه الآية، فكان هذا من بركات عائشة رضي الله عنها؛ أنها كانت سببًا في هذا التيسير على المسلمين، ونزول القرآن في هذه القضية، ولما حركوا البعير، وجدوا العقد تحت البعير، وغزوة بني المصطلق قيل: أنها في السنة الرابعة للهجرة، وقيل: الخامسة، وقيل: السادسة، والراجح هو الأخير؛ أنها كانت في السنة السادسة من الهجرة، قال تعالى:
الصفحة 1 / 670