باب: في المذي وغيره
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ الله صلى الله
عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ مِنِّي، فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ
فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ»([1]).
وللبخاري: «اغْسِلْ ذَكَرَكَ وَتَوَضَّأْ»([2]).
ولمسلم: «تَوَضَّأْ وَانْضَحْ فَرْجَكَ»([3]).
المذي هو: الماء الرقيق الذي يخرج بسبب النظر،
أو بسبب الملاعبة - ملاعبة الزوجة -، أو بسبب التفكير، ماء رقيق يخرج، ليس من
البول، وليس من مخرج البول، فهو ماء رقيق أبيض، وليس منيا، ليس بولا ولا منيا،
وإنما هو شيء بينهما، هذا لا يوجب الغسل، وإنما يوجب الوضوء، ناقض للوضوء، وهو
نجس، بخلاف المني؛ فإنه طاهر، والمذي نجس، يغسل ويتوضأ منه، أي: يستنجي ويتوضأ
منه.
هذا الحديث برواياته فيه أن المذي لا يوجب الغسل، وإنما يوجب الوضوء، فهو ناقض من نواقض الوضوء، وقول علي رضي الله عنه: «كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً»؛ أي: كثير المذي، «مَذَّاءً» هذه مبالغة؛ يعني: كثير المذي؛ لأنه شاب وقوي رضي الله عنه، فكان كثير المذي.
الصفحة 1 / 670