عن علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوم الخندق: «مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا،
كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ»([1]).
وفي لفظ لمسلم: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ
الْوُسْطَى، -صَلاَةِ الْعَصْرِ-، ثُمَّ صَلاَّهَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ
وَالْعِشَاءِ»([2]).
وله عن عبد الله بن مسعود قال: حَبَسَ
الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ، حَتَّى
احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ اصْفَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى، -صَلاَةِ الْعَصْرِ-، مَلَأَ اللهُ
أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْ: حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ
وَقُبُورَهُمْ نَارًا»([3]).
ينصرف منها حين يعرف الرجل جليسه، فدل على أنه
حين الدخول في الصلاة لا يعرفه من الظلام؛ لأن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما
كان فيه سرج ولا أنوار، وما كان يضيئونه، وإنما كان فيه ظلام الليل، وإنما كانوا
يأتون إليه في ظلام، ويصلون الفجر، يدخلون فيها والجو مظلم، وإذا انتهت الصلاة،
عرف الرجل جليسه، دل على أنه في الأول ما يعرفه من الظلام، هذا يدل على تقديم صلاة
الفجر في أول وقتها، وعلى تطويل القراءة فيها، يقرأ بالستين إلى المائة.
هذا الحديث فيه ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، وغزوة الخندق هي غزوة الأحزاب، فإن الأحزاب تجمعوا من القبائل وممن حولهم، تجمعوا، وغزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، يريدون القضاء على
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2931)، ومسلم رقم (627).
الصفحة 1 / 670