الإسلام والمسلمين، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدومهم، أشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقًا حول المدينة؛ ليمنع خيول المشركين من اقتحام البلد، فأخذ صلى الله عليه وسلم بمشورة سلمان، وحفر الخندق حول المدينة، فنفع الله بهذا الخندق، وكان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه في حفر الخندق، حتى أكملوه، فسميت غزوة الخندق، وكانت بعد أحد، ذكر الله قصتها في سورة الأحزاب، حيث حصل على المسلمين شدة؛ كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك: ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10]، فالمشركون من خارج المدينة، واليهود من داخل المدينة والمنافقون، أحاطوا بالمسلمين، فحصل على المسلمين شدة عظيمة، ثم فرج الله عنهم، وهُزِمَ عدوهم: ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا٢٥ وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا﴾ [الأحزاب25- 26]،: من هم الذين ظاهروهم؟ اليهود، ﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ﴾ [الأحزاب: 26]: من قصورهم وحصونهم التي تحصنوا فيها، ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ﴾ [الأحزاب: 26] من اليهود، ﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦ وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا﴾ [الأحزاب: 26- 27]، هؤلاء بنو قريظة إحدى قبائل اليهود، هذه نهاية غزوة الخندق النصر للمسلمين على المشركين