وعلى اليهود، وأما
المنافقون، فالله دحرهم سبحانه وتعالى، ورد كيدهم في نحورهم، الشاهد منها: قوله: «مَلَأَ
اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا»، هذا دعاء من الرسول صلى الله عليه
وسلم، على المشركين، وفي رواية: «مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ
نَارًا»، هذا دعاء عليهم، فدل هذا على جواز الدعاء على الكفار، إذا اعتدوا على
المسلمين.
«شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى، - صَلاَةِ الْعَصْرِ -» هذا فيه دليل على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238]، وما الصلاة الوسطى؟ هذا الحديث يدل على أنها صلاة العصر، وهناك من يقول: الصلاة الوسطى: صلاة الفجر. والصحيح أنها صلاة العصر؛ لهذا الحديث وأمثاله. لماذا لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ لأنها لم تنزل، صلاة الخوف إنما نزلت بعد هذا الوقت، في غزوة ذات الرقاع، فلم يصل صلاة الخوف؛ لأنها لم تشرع في هذا الوقت، إنما شرعت فيما بعد، ثم صلاها بين المغرب والعشاء، هذا دليل على أن الصلاة إذا فاتت، فإنها تقضى، إذا فاتت في شغل - شغل عنها -، أو لنوم، أو لنسيان، فإنها تقضى في أي وقت: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إلاَّ ذَلِكَ»([1])، ومعناها: صلاها بين المغرب والعشاء؛ أي: صلاها بعد دخول المغرب قبل صلاة المغرب؛ لأنه لابد من الترتيب بين الصلاة الماضية والصلاة الحاضرة، فهو صلاها قبل أن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (597)، ومسلم رقم (684).