×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الدعاء بعد التشهد الأخير

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»([1]).

وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ..»([2]).

 

 بعدما تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير تدعو، وتأتي بالتعوذ بالله من هذه الأربع، والتعوذ معناه: الالتجاء إلى الله عز وجل، والاعتصام بالله عز وجل.

«أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ»، جهنم اسم من أسماء النار، النار لها أسماء كثيرة: الهاوية، ولظى...، لها أسماء كثيرة -والعياذ بالله-، «أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ»؛ أي: النار، فعذابها شديد - والعياذ بالله -، حرها شديد، وجميع أنواع الآلام والأسقام والأمراض والمهلكات كلها في النار - والعياذ بالله -، «أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ» يشمل كل عذاب في جهنم؛ العذاب النفسي، والعذاب الجسمي، وجميع أنواع العذاب، «أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ»، فإذا أعاذك الله من عذاب جهنم، فإنك تكون من الفائزين، قد نجوت منها، «أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ»، هذه واحدة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (588).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (834)، ومسلم رقم (2705).