×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الجامع

عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ»([1]).

*****

 الباب الجامع: هو الذي يشتمل على أحاديث مختلفة، ليست تدخل تحت باب خاص، وإنما هي أحاديث متنوعة، هذا معنى الجامع.

هذا الحديث في تحية المسجد، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ»، هذه تحية المسجد، ودل هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: أن الذي يدخل المسجد ولا يريد الجلوس، وإنما يريد أن يمر، أو يأخذ شيئًا من المسجد، أنه لا يشرع له أن يصلي ركعتين، وإنما هذا خاص بمن يريد الجلوس.

المسألة الثانية: يؤخذ من الحديث مشروعية تحية المسجد لمن يريد الجلوس، وأنها ركعتان.

وتحية المسجد غير واجبة، بل هي سنة مؤكدة، بدليل أن الرجل الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يجب عليه من الصلوات،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (46)، ومسلم رقم (11).