×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: صلاة الكسوف 

صلاة الكسوف أي: الصلاة التي سببها الكسوف، فهو من إضافة الشيء إلى سببه، والكسوف والخسوف معناها: تغير الشمس والقمر، وتغير نور الشمس والقمر، وتغير النيرين، هذا معنى الكسوف والخسوف، وقال بعضهم: إن الكسوف خاص بالشمس، والخسوف خاص بالقمر؛ لقوله تعالى: ﴿وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ [القيامة: 8]، والصحيح أنهما بمعنى واحد، الخسوف والكسوف للشمس وللقمر، ومعناه: تغير نور الشمس ونور القمر، فهذا يسمى بالكسوف أو الخسوف. وهذا أمر يدرك بالحساب، ويعرف بالحساب، حدوث الكسوف والخسوف يعرف بالحساب، بسير الشمس والقمر؛ لأن الشمس تنكسف إذا صار القمر تحتها، بينها وبين الأرض، إذا اجتمعت الشمس والقمر وتحاذيا، يكون القمر تحت الشمس؛ لأن القمر هو أقرب الكواكب إلى الأرض، فإذا كان محاذيًا للشمس، حال بينها وبين الأرض، وحجب ضوءها، فيحدث الكسوف، وأما كسوف القمر أو خسوف القمر، فمعناه إذا حاذى القمر الشمس، وصارت الأرض بينهما، تحاذيا، صار القمر من الجهة الأخرى من الأرض، والشمس من الجهة المقابلة، فتكون الأرض حائلة بينهما، فتمنع الأرض أشعة الشمس عن القمر، فيذهب ضوؤه؛ لأن ضوء القمر مستفاد من نور الشمس، فإذا حالت الأرض بينهما، يسمونه ظل الأرض، فإن القمر يبقى بدون نور، وسببه الاجتماع بين النيرين، الاجتماع والتقابل، وتكون الأرض بينهما،


الشرح