×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 هذا من جهة، وهذا من جهة، هذا سبب خسوف القمر، ويكون هذا في ليالي الإبدار - الرابع عشر أو الخامس عشر -، تتوسط الأرض بين الشمس والقمر، فينخسف القمر بإذن الله، وهو حساب معروف متى يحصل، يدرك بالحساب، بسير الشمس وسير القمر في فلكيهما، وأما كسوف الشمس، فسببه أن القمر يكون تحت الشمس، فيحجب نورها عن الأرض، ولا يكون هذا إلاَّ في آخر الشهر في ليالي الاستسرار، وهي ليلة التاسع والعشرين أو ليلة الثلاثين، فيحدث حينئذ كسوف الشمس؛ لأن القمر حال بينها وبين الأرض، فحجب نورها عن الأرض، وهذا يدرك بالحساب، ويعرف، وهو من أمر الله وقدره وتقديره سبحانه وتعالى، وكونه يدرك بالحساب لا يمنع أن يخاف منه؛ أنه علامة عذاب، فقد يغير الله العادات، ويخرق العادات، ويكون الكسوف أو الخسوف مؤذنا بعذاب يحدث بعده، ولهذا يأتي أنه صلى الله عليه وسلم خرج فزعا يخشى أن تكون الساعة، وأمر بالصلاة والدعاء حتى ينكشف الكسوف؛ خشية أن يكون ذلك عند حدوث عذاب، والله قادر على كل شيء، وإن كان هذا يدرك بالحساب، ويعرف وقته، إلاَّ أنه لا يمنع أن يحدث عنده عذاب من الله سبحانه وتعالى، فلا إشكال بين الأمرين: أنه يدرك بالحساب، وأنه يخاف أن يكون عند حدوث عذاب من الله سبحانه وتعالى، فإن الله قادر على كل شيء، ولا يمنع - أيضًا - أن يدرك بالحساب. ونؤمر بالصلاة؛ لأن هذا وقت من المواقيت؛ كما أننا نصلي الظهر إذا زالت الشمس، ونصلي المغرب إذا غربت الشمس، ونصلى الفجر إذا طلع الفجر، فهذه


الشرح