مواقيت للعبادات، ومنها أنه إذا حصل الكسوف، يؤمر بصلاة الكسوف؛ كما يؤمر بصلاة الفريضة بعد غروب الشمس، وبعد طلوع الفجر، وبعد زوال الشمس، هذه مواقيت للعبادات، من المعلوم أن زوال الشمس يدرك، ويعرف بالحساب، وأن غروبها يعرف بالحساب، وأن طلوعها يعرف بالحساب، ومع هذا أمرنا الله بالصلاة في هذه المواقيت، كذلك في مسألة الكسوف يدرك بالحساب، والله أمرنا أن نصلي في هذا الوقت، فلا إشكال بين كونه يدرك بالحساب، وكونه تشرع الصلاة والدعاء عنده، ولكن ما كان أهل الحساب يعلنون هذا للناس قبل حدوثه، هم يعرفونه منذ قديم الزمان، ويدرك بالحساب؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ما كانوا يتبجحون، ويعلنون الكسوف قبل حدوثه، فيؤثر هذا على العوام، ويذهب الخشية والخشوع والهيبة، يقول: إنه ما دام معروفًا أنه سيحصل، فهو ليس غريبًا، فهذا ما كانوا يعلنونه، يعرفونه، لكن ما كانوا يعلنونه؛ لأن العوام ومن لا يدري لا يتأثر، ويهون عليه هذا الأمر إذا أخبر أنه سيحصل قبل أيام، سيحصل في يوم كذا وفي ساعة كذا، يقلل من أهميته، وما كانوا يعلنون هذا، لكن لما جاء التبجح وإظهار التعالم والمعرفة، صاروا يعلنونه للناس، حتى إنه ذكر بعض العلماء أنهم كانوا في الدرعية على وقت الشيخ أنهم منعوا شخصًا يعرف الحساب، منعوه أن يخبر بذلك؛ لأن ذلك يقلل من أهميته عند العوام، يقولون: إنه كان مستعدًا أن يأتي إلى المسجد؛ لأنه يعرف الحساب، فنهوه عن هذا؛ لأن هذا شيء