عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ
الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ
مُنَادِيًا يُنَادِي: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا، وَتَقَدَّمَ
فَكَبَّرَ، وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ»([1]).
ما عمله السلف،
وأيضًا فيه تقليل من أهميته عند من لا يعرف الأمر. بل ربما يعلنون هذا، ويستعجل
بعض الشباب، ويصلون قبل أن يحدث الكسوف، وربما يتأخر عن الموعد، أو ما يحصل كسوف،
يخطئ الحاسب، فهذا من الجهالات، هذا من أسباب عدم إعلانه أن بعض الناس أو الشباب
والذين عندهم عجلة يبادرون بالصلاة على موعد الحاسب، ولو لم يحصل الكسوف؛
لأن عمل الحساب يخطئ، ربما يصلون وهو وما حصل كسوف، أو يبدؤون الصلاة قبل الكسوف.
هذا حديث عائشة، وهو
أصح حديث في الباب:
«أَنَّ الشَّمْسَ
خَسَفَتْ»، هذا فيه دليل على أن الخسوف يطلق على الشمس؛ كما يطلق على القمر.
«عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »، ما حصل الكسوف إلاَّ مرة في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم للشمس، ولم يحصل للقمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حصل مرة، وكان
للشمس، فالنبي صلى الله عليه وسلم بادر بالصلاة، وبين للناس ما يجب عليهم، أو ما
يشرع لهم عند ذلك.
«فَبَعَثَ مُنَادِيًا يُنَادِي: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ»، هذا فيه دليل على أن صلاة الكسوف ينادى لها، وأنها تشرع جماعة في المسجد، فهي من النوافل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1066)، ومسلم رقم (901).