×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

باب: الإمامة

قال رحمه الله: «باب الإمامة»، لما كانت صلاة الجماعة واجبة - كما سبق -، وكان لا بد للجماعة من إمام، لا تكون الجماعة إلاَّ خلف إمام، ناسب أن يذكر ما يتعلق بالإمام، فالإمام له أهمية عظيمة؛ لأنه يقتدى به في الصلاة، ويقتدى به في أخلاقه وآدابه ودينه، فينبغي أو يجب أن يكون الإمام على مستوى طيب في علمه، وفي عمله، وفي أخلاقه، وفي تقيده بأحكام الإمامة؛ لأنها مسئولية، الإمامة مسئولية، فيجب على الإمام أن يهتم بهذه المسئولية، وكذلك المأمومون يجب عليهم أن يكونوا مع إمامهم على مستوى المتابعة له والاقتداء به، وعلى احترامه وتوقيره؛ لأن «الإِْمَامُ ضَامِنٌ»([1])، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أحسن، فله أجره وأجر من خلفه، وإذا أساء، فعليه إثمه وإثم من خلفه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ»([2])، و«الإِْمَامُ ضَامِنٌ»؛ كما في الحديث، «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ»؛ يعني: مؤتمن على الوقت ودخول الوقت، والإمام ضامن لأداء الصلاة على الوجه المشروع؛ لأن خلل صلاة الإمام يتعدى إلى المأمومين، وإتقان الإمام للصلاة يتعدى نفعه للمأمومين، فعلى الإمام واجبات نحو المأمومين، وعلى المأمومين واجبات نحو الإمام، وهذا كله مذكور في هذا الباب فيما ورد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207)، وأحمد رقم (7169).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (694).