ويذكره الفقهاء في كتب الفقه، فليست الإمامة مجرد وظيفة، وإنما الإمامة مسئولية، ليس المقصود أن الإنسان يأخذ الوظيفة، إذا كان قصده الوظيفة، فلا تجوز الصلاة خلفه؛ لأنه يريد الدنيا، لما سئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجلٍ يقول: أصلي بكم رمضان بكذا وكذا درهمًا. قال: «أسأل الله العافية، من يصلي خلف هذا؟»، الذي يقصد الوظيفة فقط، يتعيش منها، أو يقصد السكن، ثم يضيع الإمامة، يوم هنا، ويوم هناك، يضيع الإمامة، ويترك الناس يضطربون في المسجد: من يصلي بهم؟ أين ذهب الإمام؟ الإمام تأخر. فهذا عمل لا يجوز، هذا خيانة للأمانة التي حمله الله إياها، فيجب على الإمام أن يكون على مستوى المسئولية، وأن يقوم بالإمامة على الوجه المطلوب، وألا يشق على المأمومين، لا يشق عليهم في انتظاره وحضوره وتأخره، ولا يشق عليهم في التطويل - كما يأتي في تطويل الصلاة عليهم -، وتحميلهم ما يشق عليهم، ولا يأتي باجتهاداتٍ وآراءٍ من عنده؛ مثلما يفعل بعض الشباب، يأتون باجتهاداتٍ وآراءٍ من عندهم، ويشوشون على المأمومين وعلى الناس، لا. الإمام يجب عليه أن يتبع ما عليه أهل البلد من العمل، ولا يشذ ويشوش، ويأتي بآراءٍ واجتهاداتٍ غريبة، هذه يتركها هو في نفسه بهواه، أما الإمامة، فلا. الإمام يصلي كما يصلي المسلمون في البلد، وكما يصلي الأئمة في البلد، وكما يخطب الأئمة في الجمعة، ما يأتي بأشياءٍ غريبةٍ وأشياءٍ شاذة واجتهاداتٍ من عنده، أو اجتهاداتٍ قال بها من قال من العلماء، وهي غير معمول بها،