لا يتجنب الإمام هذه الأمور، والمسلمون في البلد - ولله الحمد، خصوصًا في هذه البلاد - ما عندهم بدع، ولا عندهم منكرات ومخالفات، وإنما يعملون على مقتضى السنة - ولله الحمد -، فيجب على الإمام أن يراعي ذلك، وألا يترك الإمامة، إذا كان لا يلتزم، أو يرى أن هذا العمل الذي عليه الناس ليس بصحيح، ويأتي من عنده بعملٍ آخر واجتهاداتٍ جديدة، فلا يجوز له أن يتولى الإمامة، يتركها لغيره. فهذه أمور مهمة: تأليف الناس والرفق بهم، وعدم المشقة عليهم، والمحافظة على الإمامة، وعدم التخلف عنها، الإمام قدوة، إذا رأى الناس أن الإمام يتساهل، ولا يحضر، فإنهم يقتدون به، يقولون: الوظائف إنما هي لتحصيل الدراهم فقط، وأما العمل، أمره سهل، يقتدون به، يقولون: انظروا الإمام لا يداوم، ونحن لماذا نداوم في المكاتب، ونداوم في الدوائر، والإمام الذي هو قدوة ما يداوم، فعلى الإمام أن يحذر من هذه الأمور، لأنه قدوة، ومحط أنظار الناس، يجب عليه أن ينكر على الناس وما يخالف الأمور الشرعية، فكيف هو يقع فيها؟! فالإمامة أمرها مهم جدًّا، وعلى الإمام أن يصلح بين الناس، ويسعى في التأليف، ولا ينفر، ولا يأتي بأشياءٍ غريبةٍ وشاذة، ويشوش على الناس، هذه الأمور يتجنبها الإمام؛ لأنه قدوة للناس، ائتمنوه على صلاتهم، فيكون أمينًا.