عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِْمَامِ،
أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ
حِمَارٍ»([1]).
هذا الحديث يدل على أنه يجب على المأمومين أن
يقتدوا بالإمام في أفعاله، فلا يسبقونه بالركوع والسجود، ولا يوافقونه؛ بمعنى أنهم
يركعون معه، ويسجدون معه، بل يكون الركوع والسجود بعده، ولا يوافقونه، بمعنى أنهم
لا يركعون معه، ولا يسجدون معه، أي: يكون ركوعهم وسجودهم بعد الإمام، ويكون رفعهم
من الركوع والسجود بعد رفع الإمام، هذا معنى كونه إمامًا، معنى كونه إمامًا أنه
يقتدي به، وأن تكون أفعال المأمومين بعد فعل الإمام، هذا معنى الاقتداء، أما إذا
سابقته أو وافقته، فإنك لم تقتد به، ولم تأتم به، هذه مخالفة تستحق العقوبة، قال
صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى»؛ أي: يخاف «الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ
قَبْلَ الإِْمَامِ»؛ يعني: في الركوع والسجود، «أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ
رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ»؛ عقوبة
له، هذا تهديد يدل على شدة تحريم مسابقة الإمام أو موافقة الإمام، وأنه يجب أن
تكون أفعال المأمومين بعد فعل الإمام في الركوع والسجود والرفع منهما.
قوله صلى الله عليه وسلم: «أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ؟» هذا على ظاهره، الله قادر على كل شيء، فإن هذا لما مسخ صورة الصلاة وصورة الائتمام، فحري أن يمسخ الله صورته؛ لأن الجزاء من جنس العمل، الحديث على ظاهره، يتوقع أنه يعاقبه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (691)، ومسلم رقم (427).