الله عز وجل، فيحوله من صورة آدمي إلى صورة حمار، عقوبة له وقيل: المعنى: أن الله يجعل طبيعته طبيعة الحمار، في البلادة وعدم الانتباه، أما صورته تبقى آدمية، لكن طبيعته طبيعة حمار، بليدة جاهل مثل الحمار تمامًا، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ، فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»([1])، بليد جاهل مثل الحمار؛ لأنه لا يبالي، فالحديث يحتمل هذا وهذا، والله أعلم، المهم أنه وعيد شديد، يدل على تحريم مسابقة الإمام، أو موافقة الإمام، ويدل على أنه يجب أن تكون أفعال المأموم الركوع والسجود والرفع بعد الإمام مباشرة، لا يسابقه، ولا يتأخر عنه، بل يكون أفعاله بعد أفعال إمامه مباشرة، هذا هو معنى الاقتداء، وهذا معنى الإمامة والإمام، ما فائدة أنك تصلي وراء فلان، وأنت ما تتقيد بالمتابعة له؛ تركع قبله، وتسجد قبله، وترفع قبله؟ وما فائدته إذًا أنت تصلي خلفه؟ ليس هناك فائدة؛ إذا خرجت على أحكام الإمامة، وأنت معرض للعقوبة بأن يحول الله طبيعتك إلى طبيعة حمار، أو أن الله يقلب صورتك الآدمية إلى صورة حمار بهيمية، وليس ذلك على الله بعزيز؛ مثلما مسخ الذين اعتدوا في السبب من بني إسرائيل، فجعلهم قردة وخنازير، نسأل الله العافية! ﴿فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِِٔينَ﴾ [البقرة: 65].
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2033).