باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها
قال رحمه الله: «باب فضل صلاة
الجماعة ووجوبها»، فهذا الباب يتكون من شيئين: الشيء الأول: فضل صلاة
الجماعة، الشيء الثاني: وجوبها.
لا شك أن دين
الإسلام دين الاجتماع ووحدة الكلمة، والائتلاف وعدم التفرق لجميع الأمور، ولكن
الاجتماع في أداء العبادات تمرين وتربية على الاجتماع في غيرها، الله جل وعلا
يقول: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]، ويقول جل وعلا: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ
مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105]، ولذلك شرع الله جل
وعلا للمسلمين اجتماعات يومية وأسبوعية وسنوية، في العبادات والاجتماعات اليومية
نحو الاجتماع للصلوات الخمس في المساجد، والاجتماعات الأسبوعية نحو الاجتماع في
صلاة الجمعة، وهو أكبر من الاجتماع للصلوات الخمس، والاجتماع السنوي الاجتماع
لصلاة العيدين، والاجتماع لأداء الحج، كل هذه اجتماعات ومواسم يجتمع فيها
المسلمون، ويلتقون على عبادة الله، وعلى طاعة الله، وفي بيوت الله، وفي مشاعر الله،
مما يدل على أن الإسلام دين الألفة والاجتماع؛ لأن الاجتماع فيه خير، وصلاة
الجماعة فيها خيرات كثيرة:
أولاً: أن فيها الفضل الذي
سيأتي في الأحاديث، والمسلم يحرص على هذا الفضل الذي لا يحصل عليه إذا صلى وحده.
الصفحة 1 / 670