سنن الفطرة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنَ
الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ
الأَْظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِْبْطِ»([1]).
*****
في هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَْظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِْبْطِ»، الفطرة تطلق ويراد بها: الخلق؛ كما قال -تعالي-: ﴿فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الشوري: 11]؛ أي: خالق السموات والأرض. وتطلق ويراد بها: الجبلة، فيقال: فلان مفطور على كذا؛ يعني: مجبول على كذا، وتطلق ويراد بها: السنة، والدين، والإسلام، وهذا هو المراد الآن في هذا الحديث، الفطرة يعني: السنة، والدين، والإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ﴾ [الروم: 30]، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ»؛ يعني: على الإسلام، «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ»؛ يعني: إن حصل عنده ضلال وانحراف، فهو بسبب أبويه، بسبب التربية السيئة، «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ»([2])، ولو ترك على فطرته، لتقبل الخير، ونبت الخير في فطرته وفي نفسه؛ لأنه تربة صالحة في الأصل،
الصفحة 1 / 670