×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً مُعْتَزِلاً لَمْ يُصَلِّ فِي القَوْمِ، فَقَالَ: «يَا فُلاَنُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي القَوْمِ؟» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلاَ مَاءَ، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ»([1]).

 

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء: 43]، فذكر التيمم جاء في سورة النساء، وجاء في سورة المائدة، فهو ثابت بالكتاب، وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبإجماع المسلمين، وهو رخصة من الله عز وجل لعباده، وتخفيف عنهم، وتيسير لهم في أن التراب يقوم مقام الماء عند عدمه، أو العجز عن استعماله، والتيمم في اللغة هو: القصد، يقال: تيمم كذا، إذا قصده. وفي الشرع: هو استعمال التراب الطهور بدلاً عن الماء في الطهارتين الصغرى والكبرى عند عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله، على صفة مخصوصة، هذا هو التيمم، وهو من خصائص هذه الأمة، وسيأتي ذكره.

هذا الحديث عن عمران بن حصين بن عبيد الصحابي الجليل، الذي كانت تسلم عليه الملائكة؛ لفضله وكرمه على الله سبحانه وتعالى، هذا هو عمران بن حصين، وكان من أجلِّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف في أبيه: هل هو صحابي أو لا؟ وهو حصين بن عبيد، اختلف في كونه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (348)، ومسلم رقم (682).