عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَمْلَى على الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ
كِتَابٍ إلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي
دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا
مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»، ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدُ
ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَمِعْتُهُ: يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ([1]).
وَفِي لَفْظٍ: «كَانَ يَنْهَى
عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ المَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَكَانَ يَنْهَى
عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ البَنَاتِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ»([2]).
بعد الصلاة، وأنه يسمعه من هو خارج المسجد، في
هذا رد على الذين يستنكرون رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة، وذلك لجهلهم بسنة الرسول
صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث في الصحيحين متفق عليه.
هذا نوع من أنواع الذكر الذي يقال بعد الصلاة، هذا وراد مولى المغيرة؛ يعني: عتيق للمغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه، وفي الحديث أن المغيرة أملى عليه أن يكتب إلى أمير المؤمنين معاوية بهذا، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، فمعاوية رضي الله عنه عمل بهذا، وأمر الناس بهذا، فهذا دليل على أن هذا الذكر يقال بعد الصلوات المفروضة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (844، 6615)، ومسلم رقم (593).