×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

«لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»؛ أي: لا معبود بحق إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

«وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ»، هذا تأكيد، «وَحْدَهُ»، هذا تأكيد للإثبات، «لاَ شَرِيكَ لَهُ»، هذا تأكيد للنفي «لاَ إِلَهَ».

«لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ»، له الملك سبحانه وتعالى، جميع الخلق والمخلوقات، والسماوات والأرض ومن فيهن، والدنيا والآخرة كلها ملك لله سبحانه وتعالى، كلهم عبيده، له الملك، وأما غيره، فإنه يملك ملكًا مؤقتًا، وملكًا معارًا أيضًا، الملك الحقيقي لله جل وعلا، وأما ملوك الدنيا، والملاك في الدنيا الذين يملكون الأشياء، هذا إنما هو مؤقت، ملك مؤقت، وأيضًا هو منحة من الله سبحانه وتعالى، أعطاهم الله إياه، وملكهم إياه، فالملك المطلق لله جل وعلا في الدنيا والآخرة، له الملك، وله الحمد، هو الذي يستحق جميع المحامد، فجميع الحمد حق لله جل وعلا، وأما غيره، فيحمد على قدر ما يصنع من المعروف، أما الحمد المطلق، فهو لله جل وعلا؛ لأن كل النعم من الله: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ [النحل: 53]، فالحمد المطلق لله، وأما المخلوق، فيحمد على قدر ما فيه من الجميل والخير حمدًا مقيدًا لا مطلقًا.

«وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، قدرته شاملة سبحانه وتعالى، لا يعجزه شيء، إنه على كل شيء قدير، ما أراده وما شاءه، فإنه يقدر عليه سبحانه وتعالى، لا يعجزه شيء، وهذا فيه عموم القدرة، وأما الذين يقولون: إنه على ما يشاء قدير. هذا غلط، بل يقال: إنه على كل شيء قدير، وما يقال: على ما يشاء، بل يقال: على كل شيء؛ كما جاء في القرآن والسنة،


الشرح