×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وأما قوله: ﴿وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ [الشورى: 29]، هذا إذا شاء البعث سبحانه وتعالى، وهو على جمع الناس وجمع أهل السماوات والأرض، إذا شاء جمعهم، فإنه يقدر على ذلك، فهذا جزئية من قدرته سبحانه وتعالى.

ويتبع هذا بقول: «اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ»؛ كما قال تعالى: ﴿مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [فاطر: 2]، لا أحد يمنع عطاء الله، ولا أحد يعطي ما منع الله سبحانه وتعالى، فالأمر والعطاء والمنع كله بيد الله سبحانه وتعالى.

«وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»، الجد معناه: الحظ والغنى والثروة، فلا يُمْنَع أصحاب الحظوظ، أو لا ينفع أصحاب الحظوظ حظوظهم، وما ينفعهم إلاَّ العمل الصالح، مهما أوتي الإنسان من المال والثروة، فإنها لا تنفعه إذا لم يكن له عمل صالح، وهذه الثروة وهذا الغنى يذهب، وكأنه لم يكن.

«وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ»؛ يعني: لا ينفع ذا الحظ والغنى منك جده؛ يعني: حظه، فهذا فيه أن الإنسان لا يغتر بماله وسلطانه وقدرته؛ لأنه ضعيف فقير إلى الله سبحانه وتعالى.

«ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدُ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَمِعْتُهُ: يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ»، هذا فيه العمل بالسنة، لاسيما لولي الأمر، وأنه ولي الأمر يأمر الناس بالعمل بالسنة، ففعل معاوية هذا رضي الله عنه هذا عمل بالسنة، وأمر بالمعروف للناس.

«وَفِي لَفْظٍ» للحديث: «كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ»، ينهى عن قيل


الشرح