وقال: أي: أن يكون
الإنسان ما له هم إلاَّ الكلام، يتتبع ما يقوله الناس، قيل كذا، ويقال كذا، وفي
الحديث: «بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا
سَمِعَ»([1])، الإنسان ما يكون
همه القيل والقال، بل يكون همه ذكر الله وطلب العلم، وألا يتكلم إلاَّ على قدر
الحاجة، قدر ما ينفع الناس، أما أنه يصير ثرثارًا، يتكلم بكل شيء، ومهزارًا،
الثرثار والمهزار وكثير الكلام هذا مذموم، ولكن يتكلم بقدر الحاجة، وبما ينفعه
وينفع غيره، هذا هو المطلوب من المسلم، ففي هذا النهي عن الإكثار من القيل والقال
وخصوصًا إذا كان القيل والقال فيه مذمة للناس وغيبة ونميمة.
«وَإِضَاعَةِ
المَالِ»، المال محترم، والمال مال الله جل وعلا، أعطاك الله إياه لتنتفع به، وتنفع
به غيرك، فلا تضيعه بغير فائدة، فإنك مسؤول عنه، يوم القيامة يسأل الإنسان عن
ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ المال مسؤولية.
ما تقول: هذا مالي، وأنا حر فيه، بل هو مسؤولية، تُسْأَل عنه يوم القيامة: من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟ وما جوابك يوم القيامة؟ فكر في هذا السؤال وهذا الموقف، الذين عندهم المليارات وعندهم الملايين والأرصدة الضخمة يُسْألون عنها يوم القيامة: من أين اكتسبوها؟ وفيم أنفقوها؟ يُسْأَلون عنها اكتسابًا وإنفاقًا، مسؤولية عظيمة، ولذلك ينبغي حفظ المال وعدم إضاعته في الإسراف والتبذير والبذخ، أو استعماله في
([1]) أخرجه: مسلم رقم (5).