×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وفي هذا تجنب كل ما يشغل عن الصلاة من الأشياء، وأن يدخل الإنسان صلاته بخشوع، فيتجنب النظر فيما أمامه.

فوائد الحديث:

فيه أن المساجد لا تزخرف، ولا تنقش فيكتب فيها، وإنما تكون خالية مما يشغل المصلين، المساجد لا تبنى للمباهاة والزينة، وإنما تبنى للعبادة والخشوع، فتكون المساجد خالية من النقوش والديكورات وكل ما يشغل المصلين، هذا هو المشروع.

وفي الحديث: مشروعية الهدية إلى الأصحاب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى هذه الخميصة إلى أبي جهم، ففيه مشروعية الهدية وقبولها، لكن هل أبو جهم يلبس هذه الخميصة، فتشغله عن صلاته؟ هل الرسول أعطاها له ليلبسها؟ المحظور باق حينئذ، قالوا: لا، لا يلزم من إهداء الشيء أن الإنسان يستعمله إذا كان لا يليق به، بل يتصرف فيه في غير الاستعمال؛ إما أن يبيعه، وإما أن يعطيه لمن يصلح له، ولهذا لما أهدى النبي صلى الله عليه وسلم لعمر حلة، والحلة هذه أشياء جميلة، رآها النبي صلى الله عليه وسلم على عمر، فقال: «إِنِّي لَمْ أُهْدِهَا لَكَ لِتَلْبَسَهَا»([1])، فدل على أنه يهدى للإنسان الشيء الذي لا ينبغي أن يستعمله، لكن يمكن أن يستفيد منه بوجوه أخرى غير الاستعمال، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهد الخميصة لأبي جهم لأجل أن يستعملها في صلاته.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (886)، ومسلم رقم (2068).