عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ»([1]).
الرسول صلى الله
عليه وسلم أو تنقص الأحكام الشرعية، إذا وصل الأمر إلى هذا، فهذا ردة، فعلى المسلم
أن يحفظ لسانه من هذه الأمور.
هذا فيه بيان آداب
دخول الخلاء، وهو المكان الذي يقضي الإنسان فيه حاجته من بول أو غائط، فإذا أراد
دخوله لهذا الغرض، فإنه يقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ
بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ».
«إذا دخل الخلاء» معناه: إذا أراد
الدخول، وليس معناه أنه يقول بعدما يدخل، وإن كان ظاهر اللفظ يقتضي ذلك، وقاله بعض
العلماء أنه يقوله بعدما يدخل، ولكن الظاهر -والله أعلم- أن المراد: إذا أراد الدخول؛
مثل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ﴾ [النحل: 98]؛ أي: إذا أردت
القراءة.
«إذا دخل الخلاء
قال: «أَعُوذُ بِاللهِ»»، العياذ هو اللياذ بالله عز وجل، والاعتصام به،
والالتجاء إليه سبحانه وتعالى، والاستعاذة نوع من أنواع العبادة، لا يجوز أن تقول
لشخص: أعوذ بك، أو أعوذ بفلان، وإنما تقول: أعوذ بالله، فالاستعاذة نوع من أنواع
العبادة لا تكون إلاَّ بالله سبحانه وتعالى، «أَعُوذُ»؛ أي: أعتصم وألتجئ
وألوذ بالله سبحانه وتعالى.
«مِنَ الْخُبُثِ»، بضم الخاء والباء جمع خبيث، وهو الشيطان، والخبث: الشياطين جمع خبيث، «وَالْخَبَائِثِ» جمع خبيثة، وهي المؤنثة من الشياطين، فهو استعاذ من ذكران الجن ومن إناثهم،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (142)، ومسلم رقم (375).